تقرير صادر عن باحثين: خوادم أمريكية وكندية تستضيف المواقع الإلكترونية الخاصة بالحكومة السورية
أسوشيتد برس
17 تشرين الثاني 2011
تورنتو – قال تقرير صادر عن باحثين كنديين بأن عشرات المواقع الإلكترونية التابعة للحكومة السورية يتم استضافتها من قبل خوادم موجودة في الولايات المتحدة، وكندا، وألمانيا.
ويقول التقرير الصادر نهار الخميس بأن هذه العمليات تطرح العديد من الأسئلة كونها تعتبر خرقاً للعقوبات الأمريكية والكندية على سوريا، التي قامت باستخدام قوى الجيش والأمن على مدى 8 شهور بهدف قمع الانتفاضة الشعبية فيها.
حيث يقول رونالد ديبرت Ronald Deibert مدير مخبر المواطن في معهد مونك Munk للشؤون العالمية في جامعة تورنتو بأن العديد من المواقع السورية الإلكترونية بما في ذلك المواقع التابعة لوزارات المالية والاقتصاد والتجارة والشؤون الدينية يتم استضافتها على خوادم موجودة في الولايات المتحدة.
وبشكل عام، فإن التقرير يبين بأن 17 موقعاً إلكترونياً تابعاً للحكومة السورية متواجدة على خوادم كندية، بالإضافة إلى 7 مواقع موجودة على مزودات أمريكية وموقعان يتم تخديمها من قبل شركات ألمانية.
وفي هذا الصدد، يقول رونالد ديبرت Ronald Deibert خلال اتصال هاتفي “انطلاقاً من التزامنا الأخلاقي، فقد قمنا بنشر هذا التقرير في ضوء أعمال العنف المستمرة في سوريا”.
واحدة من الشركات الموجودة في الولايات المتحدة، وتدعي سوفت لاير SoftLayer تم تصنيفها من ضمن الشركات التي استضافت المواقع الإلكترونية التابعة لوزارة المالية والاقتصاد والتجارة، إلى جانب موقع اللجنة العامة للمنافسة ومنع الاحتكار. إلا أن الشركة لم تبدِ أي رداً فورياً على الرسالة التي تطالب بتوضيحات.
كما صرحت شركة آي ويب iWeb ، وهي شركة متواجدة في مونتريال وتقوم باستضافة مواقع إلكترونية على خوادمها بما في ذلك العديد من المواقع التابعة للحكومة السورية بأن صناعة استضافة المواقع الإلكترونية تعتبر مسألة معقدة، ورحبت الشركة بأي مبادرة من شأنها توضيح هذه المسألة.
وذكر التقرير بأنه في كل من الولايات المتحدة وكندا، ليس هناك أي مسؤولية قانونية لما تحتويه المواقع الإلكترونية التي يتم استضافتها في حال قامت الشركة المضيفة بالرد على الاستفسارات التي من الممكن أن تؤخذ عليها.
من ناحية أخرى، فقد صرحت وزارة الشؤون الخارجية الكندية بأنها قامت بالطلب من شرطة الخيالة الملكية الكندية بالتحقيق في هذه المزاعم، جاء ذلك على لسان الناطقة باسم وزارة الشؤون الخارجية عليا المواني Aliya Mawani التي قالت “لقد قمنا بالطلب من شرطة الخيالة الملكية الكندية القيام بالتحقيق في ما ذكره التقرير بغرض التأكد من احترام العقوبات المفروضة”.
كما قال ديبرت Deibert بأنه لم يكن من الواضح فيما إذا قامت شركات استضافة المواقع الإلكترونية بخرق العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة وكندا، حيث صرح “بأن هناك بالتأكيد ما يثير التساؤل، حيث أن عملية قيادة الفضاء الإلكتروني لا تزال غير ناضجة ومتأخرة”، كما أضاف أن “العقوبات المعمول بها حول العالم تفتقر إلى بلورة حقيقية تناسب حجم الفضاء الإلكتروني، أعتقد أنه لو أردنا أن ندرج أسماء الشركات على قائمة العقوبات، فيتوجب على الحكومات شرح ما يعنيه ذلك للقطاع الخاص”. كما حذر ديبرت Deibert بأن حجب أي موقع إلكتروني من خدمة استضافة المواقع الإلكترونية قد يتم التعامل معه على أنه خرق ضمني لحرية التعبير والحصول على المعلومات.
ويذكر التقرير بأن قناة الدنيا التابعة للحكومة السورية والتي فُرض عليها عقوبات من قبل كندا والاتحاد الأوروبي لما تقوم به من إثارة للعنف ضد المواطنين السوريين، تقوم باستخدام مُخدم موقع كندي لاستضافة موقعها الإلكتروني.
وفي هذا الصدد يقول ديبرت Deibert “بالنسبة إلي، قد تكون قناة الدنيا هي المسألة الأكثر خطورة لكونها محطة تلفزيونية تم فرض عقوبات عليها بسبب ما تقوم به من إثارة للعنف”. وأشار ديبرت Deibert في حديثه إلى ما شعر به الجنرال روميو دالاير Romeo Dallaire من ندم لعدم قيامة بقطع بث قناة إذاعية كانت تعمل على تشجيع المجازر الجماعية التي حدثت في رواندا في العام 1994 عندما كان يقود قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هناك.
وتقدر الأمم المتحدة بأن أكثر من 3500 شخص قد قتلوا في سوريا منذ آذار الماضي، عندما بدأ الرئيس بشار الأسد بقمع السوريين الذي كان ينادون بإسقاط نظامه.
كما يذكر التقرير بأن الموقع الإلكتروني الخاص بالذراع الإعلامي الرسمي لحزب الله اللبناني يتم استضافته من قبل خوادم كندية وأمريكية، كما أنه يقوم باستخدام خوادم كندية للقيام بعمليات البث الخاصة بقناته الإعلامية حول العالم. من الجدير بالذكر بأن كندا تصنف “حزب الله” على أنه منظمة إرهابية.
المصدر
Research report: US, Canadian servers host Syrian government websites
The Washington Post