الفصل الثاني في الربيع العربي: سيسقط الأسد في سوريا
10 تشرين الثاني2011
صرح مسؤول أمريكى رفيع المستوى يوم الأربعاء: إن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد أمر “حتمي” ، بينما في وقت سابق اليوم، قال ناشطون إنّ قوات الأمن قتلت بالرصاص ثمانية محتجين مطالبين بالديمقراطية وجرحت آخرين في جنازة في العاصمة دمشق. 25
كانت الحادثة من بين أكثر الحوادث دموية في دمشق خلال سبعة أشهر من الانتفاضة على الأسد، الذي لم يعط أي مؤشر على نيته مغادرة الحكم، على الرغم من ارتفاع أعداد القتلى والعقوبات الغربية، وتزايد الإحتقان الطائفي بين الطائفة العلوية والأغلبية المسلمة السنية من السكان.
وافقت السلطات السورية -التي تعزو سفك الدماء إلى”إرهابيين” ومتشددين إسلاميين- على خطة جامعة الدول العربية في 2 تشرين الثاني، والتي تتعهد فيها بسحب الجيش من المدن المضطربة، إطلاق سراح السجناء السياسيين، وبدء محادثات مع المعارضة التي تريد الإطاحة بالأسد وأن تقيم الحرية والديمقراطية.
كل القادة العرب، تقريباً، ووزراء الخارجية الذين تحدثت إليهم يقولون الشيء نفسه: “حكم الأسد يقترب من نهايته. إنه أمرٌ حتمي”، وقال جيفري فيلتمان Jeffrey Feltman مساعد وزيرة خارجية الولايات المتحدة والمسؤول عن شؤون الشرق الأدنى، للجنة مجلس الشيوخ:
“إنّ بعض العرب بدأوا بعرض ملاذ آمن على الأسد لتشجيعه على المغادرة بسرعة” ، بدون أن يسمي البلدان التي قدمت للأسد ملجأً يذهب إليه، وقال إنه يأمل أن “يغادر الأسد وحاشيته طوعاً”. منذ أن ورث السلطة عن والده الراحل في عام 2000، سعى الأسد إلى تعزيز موقفه الإستراتيجي من خلال تقوية التحالف الذي بدأه والده مع إيران من قبل، مع دَعمٍ للجماعات العربية المسلحة، وأصرّ على سياسة والده بتجنب المواجهة المباشرة مع إسرائيل. محلياً، رفع بعض القيود على التجارة والمشاريع الخاصة بعد عقود من التأميم في ظل حزب البعث.
لكن التحرر الاقتصادي فشل في إحداث تأثير كبير في الفقر والبطالة، كما أن النخبة العلوية الحاكمة وسعت هيمنتها على الدولة وأجهزة الأمن والقطاعات الرئيسية للاقتصاد، مما أثار قلق الأغلبية السنية.
على الرغم من توجيه القوى الدولية انتقادات متزايدة للأسد بسبب فشله في إيقاف حملة القمع، إلاّ أنّ روسيا والصين تعارضان فرض عقوبات دولية على سوريا. استبعدت الدول الغربية القيام بعمل عسكري على نحو فعّال كالضربات الجوية التي ساعدت في إطاحة الرئيس الليبي معمر القذافي. إلا أن حكومات الإتحاد الأوروبي فرضت على سورية عقوبات على قطاع النفط الصغير- لكنه أساسي- واتفقت يوم الأربعاء على وقف وصول الأموال لسورية من بنك الاستثمار الأوروبي، في خطوة رمزية في معظمها لأنّ المصرف لا يحمل أموالاً كبيرة لدمشق.
إن لقطات اليوتيوب التي وزعتها الهيئة السورية العامة للثورة، وهي مجموعة ناشطة، تُظهر ما قيل من أن العديد من الجنود والأمن في منطقة برزة بدمشق على الطريق الرئيسية يطلقون الرصاص من بنادق الصيد في اتجاه حشد يركض محاولاً الاحتماء.
وقد تجمع الحشد لتشييع جنازة بسام عبد الكريم بارة، أحد المتظاهرين الذين قُتلوا يوم الثلاثاء. وأظهر شريط فيديو آخر الناس وهم يرفعون جثثاً لأناس أُصيبوا بالرصاص ووضعوهم في شاحنة البيك آب الصغيرة في حين هتف آخرون “الله اكبر.”
وقال الناشطون المحليون بأنّ الجرحى نُقلوا إلى مستشفيات في الريف خارج المدينة في دوما وحرستا. وقال ناشط من الضواحي الشرقية في حرستا، “تمكنّا من معالجة بعض الجرحى ونقلهم هم والأطباء قبل مجيء الجيش ومحاصرة المستشفى. بينما تقول لجان التنسيق المحلية إن 16 شخصاً آخرين قُتلوا في مكان آخر، خاصة في حمص و حماة. ويضيف الناشطون المحليون بأن المئات من الأشخاص اُعتقلوا في مدينتي حمص يوم الأربعاء، بينما قامت القوات بعمليات دهم للمنازل بعد ستة أيام من القصف على الأحياء السكنية قمعاً للمتظاهرين والتمرد المسلح الناشئ.
وكالة الأنباء الرسمية صرحت بأن الحياة طبيعية في حمص وبأن إدارة البلدية تقوم بإزالة أكوام القمامة التي ألقتها “العصابات المسلحة” على الطرقات. كما أعلنت أنّ الأمن قام بإبطال مفعول قنبلتين منزلية الصنع في حديقة عامة في حيّ الخالدية.
صرح المجلس الوطني السوري- المجموعة المعارضة الرئيسية التي شُكلت في إسطنبول قبل شهرين- في رسالة إلى الجامعة العربية إنّ المبادرة العربية وصلت إلى طريق مسدود بعد أن قتل الأمن مئة مدني خلال سبعة أيام، وأنّ الوقت قد حان “لطلب الحماية للمدنيين عبر كل الوسائل المتاحة في القانون الدولي.”
قال مندوب سوريا لدى الجامعة العربية: إنّ دمشق “مضت قدماً” في تطبيق الخطة، مشيراً إلى إطلاق سراح 500 معتقل مشمول بعفو مشروط الأسبوع الفائت. ويقول المسؤولون إنّ عصابات إسلامية مسلحة قتلت 1100 رجل أمن خلال سبعة أشهر من الانتفاضة. بينما صرحت الأمم المتحدة هذا الأسبوع، إن القمع أودى بحياة3500 شخص إلا أن الرقم يرتفع إلى 4200 بحسب ناشطين.
منعت السلطات السورية معظم وسائل الإعلام من الدخول إلى سورية منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للأسد في شهر آذار، مما جعل التحقق من التقارير بشكل مستقل أمراً صعباً. يقول الناشطون إنّ قوات الأمن السورية المسلحة اقتحمت مدينة حماة التي تبعد 240 كلم شمالي دمشق بحثاً عن منشقين.
وقد ذُكر أن الدبابات قصفت القرى المجاورة لمدينة محردة مما أدى إلى سقوط 41 شخص. حاصر الجيش مزرعة في قرية خنيزير التي احتمى المنشقون فيها وقتل فيها مدني على الأقل. سكان المنطقة ذكروا أن الدبابات عادت إلى حماة بعد أن كَثُرت المظاهرات فيها، وأُبلغ عن هجمات متفرقة على الجيش. حماة التي شهدت مذبحة في عام 1982 على يد الجيش، أقتحمها الجيش بالدبابات قبل ثلاثة أشهر للقضاء على أكبر مظاهرة للثورة فيها.
المصدر:
The next chapter in Arab Spring: Syria’s Assad will fall
First Post World
http://www.firstpost.com/world/the-next-chapter-in-arab-spring-syrias-assad-will-fall-128073.html