أصدقاء الأسد الأقوياء
إن الأمثلة الثلاث الأولى لاستبدال أنظمة الحكم في “الربيع العربي” ألا وهي الهروب السلس للرئيس التونسي، الاعتقال والمحاكمة في مصر وعملية الاعدام خارج نطاق القانون في ليبيا, قد خلقت حالة من الزخم يصعب كبحها.
في الحالة الليبية كانت المبادرة المطروحة من قبل كاميرون وساركوزي والمدعومة من أوباما لتحقيق تدخل لحلف شمال الأطلسي هي العامل الحاسم في تقرير مصير القذافي. فقد كان احتمال نشوب حرب أهلية أو حتى استمرار الدكتاتور في الحكم مرجحاً لولا هذا التدخل.
إن دكتاتور اليمن القاسي يجد نفسه الآن معرضا للخطر. أما نظام الأسد الدكتاتوري في سوريا، وهو النظام الأكثر دموية بين هذه الدكتاتوريات، فمازال يقاتل دون هوادة والسبب في ذلك على مايبدوهو أنه يمتلك بعض الحلفاء المهمين. كالدعم الإيراني بالمال و السلاح ، والموقف التركي الغامض والداعي إلى ضبط النفس إلا أنه بنفس الوقت قد لايكون مؤيداً لتغيير نظام الحكم، وقبل كل شيء المساندة الروسية في الأمم المتحدة. كل هذه العوامل تساعد الأسد على الاستمرار بالعنف. في موسكو وبرلين لا يفضلون سماع مصطلحات مثل “تغيير نظام الحكم” أو “إصلاحات ديمقراطية”.
يصل عدد ضحايا الأسد الأب والابن إلى خمسين ألف قتيل كحد أدنى وهم ،أي عائلة الأسد، لا يمكنهم الاعتماد على ولاء الأقارب الذي تمتع به القذافي حتى وفاته. إن تدخلاً عسكرياً مشابهاً للتدخل الغربي وحلف الناتو في ليبيا من أجل حماية المدنين في سوريا سوف يؤدي على الأرجح إلى القضاء على نظام الأسد، ومن جهة أخرى فإنه سيشكل ضربة قوية للنظام في طهران الذي يقدم مساعدته لحزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة بالتنسيق مع دمشق.
المصدر:
Assads mächtige Freunde
WELT ONLINE
http://www.welt.de/print/die_welt/debatte/article13681175/Assads-maechtige-Freunde.html